لماذا حرم الله الشذوذ الجنسي وأكل لحم الخنزير
أولاً: لماذا حرم الشذوذ الجنسي:
حرم الشذوذ الجنسي الذي يعرف "بعمل قوم لوط" أو "اللواط".. فهذا العمل الخبيث انتكاس في الفطرة وانغماس في حمأة القذارة وإفساد للرجولة.
وانتشار هذه الخطيئة القذرة في جماعة يفسد عليهم حياتهم ويجعلهم عبيدًا لها وينسيهم كل خلق وعرف وذوق، وحسبنا في هذا ما ذكره القرآن الكريم عن قوم لوط الذين ابتكروا هذه الفاحشة القذرة، وكانوا يأتون الرجال من دون النساء، ولهذا قال نبيهم لوط "أتأتون الذكران من العالمين و تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون" – الشعراء:165، 166 ودمغهم القرآن على لسان لوط بالعدوان والجهل والإسراف والفساد والإجرام.
ومن أغرب مواقف هؤلاء القوم التي ظهر فيها اعوجاج فطرتهم وفقدان رشدهم وانحطاط وفساد أذواقهم موقفهم من ضيوف لوط الذين كانوا ملائكة عذاب أرسلهم الله في صورة البشر لأولئك القوم وتسجيلاً لتلك المواقف عليهم وهو الذي حكاه القرآن:
[ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) ] هود: 77 – 81.
وقد اختلف فقهاء الإسلام في عقوبة من ارتكب هذه الفاحشة: أيقام عليه الحد؟ أم يقتل الفاعل والمفعول به؟ وبأى وسيلة يقتلان؟ ابالسيف؟ أم بالنار؟ أم إلقاء من فوق جدار؟
وهذا التشديد إنما هو تطهير للمجتمع الإسلامي من هذه الجراثيم الفاسدة الضارة التي لا يتولد عنها إلا الهلاك.
ثانياً: لماذا حرم أكل لحم الخنزير:
من المعروف أن الخنزير حيوان شهواني لا يغار على أنثاه (وهو بذلك عكس الجمل مثلاً) ومن المعروف أن الإنسان يكتسب بعض من صفات ما يأكله والله لا يرضى أن تطال عباده هذه الصفة النجسة من أكل الخنزير لهذا حرمه الله تعالى.
ملحوظة:
رغم أنني إكتفيت بذكر الحقيقة العلمية كما هي إلا أنه يبدو أن علي أن أقوم بمزيد من الإستطراد في الموضوع:
أولاً: ليس جميع المسيحيين يأكلون لحم الخنزير فبعض المسيحيين الذين أعرفهم مثلاً لا يأكلونه ويعتقدون أنه حيوان "مقرف" ويتعجبون ممن يأكلونه.
ثانياً: ما ذكرته سابقاً هو الضرر الإجتماعي من أكل لحم الخنزير وهناك أيضاً أضرار عضوية معروفة من أكل لحم الخنزير فالخنزير يعول عدد من الطفيليات (أشهرها التريماتودا ودودة لحم الخنزير الشريطية والدودة شوكية الرأس والدودة الرئوية الخنزيرية) والميكروبات (أشهرها الحمى الصفراء) والحيوانات الأولية (أشهرها التريبانوسوما و الأنتاميبا).
ثالثاً: لحم الخنزير ليس محرماً على المسلمين فقط ولكن على اليهود أيضاً فهل الله حريص على سلامة اليهود والمسلمين وغير حريص على سلامة المسيحيين (الناس اللي في النص دول)، بالطبع لا فالله حريص على سلامة عباده عموماً لأنهم (قبل أي شيئ) مخلوقاته والمعروف أن المسيحيين يأخذون الكثير من تعاليمهم عن اليهودية حتى أنهم يسمون الإنجيل كتابهم المقدس العهد الجديد ويسمون التوراة كتاب اليهود المقدس العهد القديم وكأنهم جزئين لكتاب واحد (ويبدو أن سبب ذلك أن عيسى عليه السلام خرج من الحياة الدنيوية في عمر مبكر فلم يذكر أحكام وتعاليم كثيرة) فلماذا لم يأخذ المسيحيون الذين يأكلون لحم الخنزير هذا التحريم عن اليهودية.
رابعاً: من يريد بعد معرفة كل ذلك أن يستمر في أكل لحم الخنزير فهو حر والواقع أن ذلك يشبه (مع الفارق) من يدخن السجائر فأنت إذا نظرت للعبارات المكتوبة على علب السجائر ستجد عبارات مثل: التدخين ضار جداً بالصحة، التدخين يسبب الوفاة، التدخين أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة، التدخين يسبب تشوه الأجنة الخ ولكن مع ذلك تجد من يدخنون السجائر، ولكن حرية هذا الشخص لن تغير الحقائق العلمية التي لا يستطيع كائن من كان أن يغيرها وليس من حقه مثلاً أن يقول أن على شركات السجائر أن تزيل هذه العبارات من على علب السجائر.